مجلس مقاطعة حسان

معرض صور

     مقاطعة حسان، وحدة ترابية مجردة من الشخصية الاعتبارية، تتميز بالاستقلال الإداري و المالي حسب المادة 217 من القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات، تمثل إحدى  المقاطعات المكونة لجماعة الرباط، بمقتضى نظام وحدة المدينة المعمول به منذ سنة 2004، بستة مدن مغربية.
تحتضن مقاطعة حسان، العديد من المؤسسات الحكومية المركزية و الهيئات الدبلوماسية و مقار المؤسسات العمومية الوطنية  و على البرلمان المغربي و المقار الاجتماعية الحقوقية و المدنية بالإضافة الى أهم المركبات الثقافية الوطنية كمسرح محمد الخامس، المسرح الكبير، متحف محمد السادس، متحف التاريخ و الحضارات و متحف الأوداية.

الموقع والسكان

تتواجد مقاطعة حسان بموقع استراتيجي بأقصى الشمال الغربي للرباط مدينة الأنوار العاصمة الثقافية والتراث العالمي، حيث تتميز بواجهة نهرية شمالا على الضفة اليسرى لواد أبي رقراق و واجهة بحرية غربا على المحيط الأطلنتي
إن حدود المساحة الترابية لمقاطعة حسان تقدر بـ 800 هكتار ولها ساكنة تتجاوز في الوقت الحالي 108.179 نسمة حسب إحصاءات 2014 وتوزع على أربعة مناطق رئيسية هي: حسان، حي المحيط، العكاري والمدينة العتيقة.
تتميز مقاطعة حسان بمؤهلات ثقافية واقتصادية، تجارية و سياحية مهمة، لها بعد ثقافي تاريخي و حضاري، حيث تعد المركز العمراني لمدينة الرباط من خلال المعالم التاريخية المتواجدة بها كقصبة الأوداية و المدينة العتيقة خاصة منذ عهد المرابطين، الموحدين و حاليا العلويين، ثم من خلال المدينة الجديدة (حي حسان) و برج روتنبرغ-هيرفي في فترة الحماية الفرنسية.
يرجع تاريخ مدينة الرباط حسان عاصمة المملكة المغربية إلى فترات تاريخية مختلفة.
 إلا أن التأسيس الأولي للمدينة يعود إلى عهدالمرابطين الذين أنشأوا رباطاً محصناً، ذلك أن هاجس الأمن كان أقوى العوامل التي كانت وراء هذا الاختيار ليكون نقطة لتجمع المجاهدين ورد الهجومات البرغواطية.
عرفت المدينة خلال العهد الموحدي إشعاعاً تاريخياً وحضارياً، حيث تم تحويل الرباط (الحصن) على عهد عبد المؤمن الموحدي إلى قصبة محّصنة لحماية جيوشه التي كانت تنطلق في حملات جهادية صوب الأندلس. وفي عهد حفيده يعقوب المنصور، أراد أن يجعل من رباط الفتح عاصمة لدولته. فأمر بتحصينها بأسوار متينة، وشيّد بها عدة بنايات، من أشهرها مسجد حسان بصومعته الشامخة. وفي القرن الرابع عشر بدأت الرباط تعرف اضمحلالاً بسبب المحاولات المتتالية للمرينيين للاستيلاء عليها، وإنشاؤهم لمقبرة ملكية بموقع شالة خير دليل على ذلك.
شيد السلطان يعقوب المنصور الموحدي سوراً عُرف بالسور الموحدي، بلغ طوله 2263م. وهو يمتد من الغرب حتى جنوب مدينة الرباط، ويبلغ عرضه 2.5 م وعلوه 10 أمتار، وهذا السور مدعّم بأربعة وسبعين برجاً، كما تتخلله 5 أبواب ضخمة (باب لعلو، باب الحد، باب الرواح وباب زعير).
وفي عهد السعديين عام 1609 سمح للأفواج الأخيرة من المسلمين القادمين من الأندلس بالإقامة بالمدينة، وقد شيّد المورسكيونالسور الأندلسي وهو يقع على بعد 21 متراً تقريباً جنوب باب الحد، ليمتد شرقاً إلى برج سيدي مخلوف. وفي هذا العهد تم توحيد العدوتين (مدينة الرباط وسلا) تحت حكم دويلة أبي رقراق، التي أنشأها الموريسكيون. ومنذ ذلك الحين اشتهر مجاهدوا القصبة بنشاطهم البحري، وعرفوا عند الأوربيين باسم "قراصنة سلا". وقد استمروا في جهادهم ضد البواخر الأوربية إلى غاية سنة 1829.و في عام 1912 أصبحت المقر الرئيس للمقيم العام الفرنسي، وبعد الاستقلال ظلت عاصمة للمغرب.
كانت الرباط مدينة مضيافة آوت الأندلسيين الذين لجؤوا إليها بعد طردهم من إسبانيا واستقروا فيها على موجات متلاحقة بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر،

كنيسة وسط الرباط
وجاءت أولى هذه الموجات عام 1239م وكانت تضم مهاجرين من بلنسية وأنحاء أندلسية أخرى وضمن الموجة الأخيرة، وصل آلاف الموريسكيين الذي طردوا بقرار من الملك فيليب الثالث في عام 1609م واستقروا في قصبة الأوداية وبنوا المدينة الحالية، ولايزالون يحتفظون بفنونهم وصنائعهم الرفيعة، ولا تزال كنية بعض العائلات اليوم شاهدة على أصلها الأندلسي مثل، مُلين (العائلة الأموية الأصل) وتريدانو وبالأمينو وبيرو وفينجيرو وبركاش (أصلهم من نبلاء إسبانيا) وبالافريج وبن عمرو (العائلة الأنصارية الأصل) وغيرهم.[9]

المعالم السياحية والطبيعية


باب الحد ليلا
إن بابَيْ "الرواح" و"الأوداية" اللذان يقعان في الجانب الغربي من السور، ويتميزان بهندستهما المعمارية التاريخية وزخارفهما المشبّكة وأفاريزهما المنقوشة بعبارات كتبت بالخط الكوفي، يعتبران من الإنجازات المتميزة للفن الموحدي في أوج ازدهاره، وقد تحول البابان حاليا إلى صالات للمعارض الفنية خاصة الرسم، حيث يعرض برواقه أشهر الرسامين المغاربة والعالميين.

باب من الأبواب التاريخية الكثيرة في مدينة الرباط العاصمة التاريخية لدولة الموحدين المغربية المجيدة، قرب باب الرواح.
ويتعيّن أيضا إبراز مكانة انقاض مسجد حسان الضخمة التي تمتد على مساحة هكتارين ونصف، وقد بقي المسجد دون أن يكتمل إنجازه، أما مئذنته الشهيرة فلا تزال شاهدا حيا على أكبر مشروع عمراني قام به الموحدون. بجواره نجد ضريح الملك الراحل محمد الخامس والذي دفن به ابنه الملك الحسن الثاني.

قصبة الأوداية


من أبواب قصبة الوداية
كانت قصبة الأوداية في الأصل قلعة محصنة، تم تشييدها من طرف المرابطين لمحاربة قبائل برغواطية، وازدادت أهميتها في عهد الموحدين، الذين جعلوا منها رباطاً على مصب وادي أبي رقراق لشن حملات عسكرية ضد الإسبان وأطلقوا عليها اسم المهدية. بعد الموحدين، أصبحت مهملة إلى أن استوطنها الموريسكيون الذين جاءوا من الأندلس، فأعادوا إليها الحياة بتدعيمها بأسوار محصنة وجعلها مقرا لدويلة أبي رقراق التاريخية. وفي عهد العلويين، عرفت قصبة الأوداية عدة تغييرات وإصلاحات ما بين سنة 1757و1789، وكذلك ما بين سنة 1790 و1792. وقد عرف هذا الموقع تاريخاً متنوعاً ومتميزاً، يتجلى خصوصاً في المباني التي تتكون منها قصبة الأوداية. فسورها الموحدي وبابها الأثري (الباب الكبير) يعتبران من رموز الفن المعماري الموحدي، بالإضافة إلى مسجدها المعروف بالجامع العتيق. أما المنشآت العلوية فتتجلى في الأسوار الرشيدية، والقصر الأميري الذي يقع غرباً وكذلك منشأتها العسكرية كبرج صقالة.

السور الموحدي

شيد هذا السور من طرف السلطان يعقوب المنصور الموحدي، حيث يبلغ طوله 2263م، وهو يمتد من الغرب حتى جنوب مدينة الرباط، ويبلغ عرضه 2.5م وعلوه 10 أمتار وهذا السور مدعم ب 74 برجا، كما تتخلله 5 أبواب ضخمة.

صومعة حسان


جامع حسان وصومعة حسان، من أبرز معالم الرباط
يعد واحدا من بين المباني التاريخية المتميزة بمدينة الرباط التي تقع عليها عين الزائر، شيد من طرف السلطان يعقوب المنصور الموحدي، كان يعتبر من أكبر المساجد في عهده. لكن هذا المشروع الطموح توقف بعد وفاته سنة 1199م، كما تعرض للاندثار بسبب الزلزال الذي ضربه سنة 1755م. وتشهد آثاره على مدى ضخامة البناية الأصلية للمسجد، حيث يصل طوله إلى 180 مترا وعرضه 140 مترا، كما تشهد الصومعة التي تعد إحدى الشقيقات الثلاث لصومعة الكتبية بمراكش، والخيرالدا بإشبيلية على وجود المسجد وضخامته. هي مربعة الشكل تقف شامخة حيث يصل علوها 44 مترا، ولها مطلع داخلي ملتو، يؤدي إلى أعلى الصومعة ويمر على ست غرف تشكل طبقات. وقد زينت واجهاتها الأربع بزخارف ونقوش مختلفة على الحجر المنحوت وذلك على النمط الأندلسي المغربي من القرن الثاني عشر.

الثقافة

تعتبر الرباط عاصمة ثقافية، وهي أيضا مدينة المتاحف، فمتحف الأوداية المقام في مبنى يعود للقرن السابع وتم ترميمه حاليا، يعرض قطعا فنية مختلفة من الخزف والحلي والمجوهرات والملابس التقليدية والمطرزات والسجاد والاسطرلابات وبعض المخطوطات من عصر الموحدين، أما على شاطئ النهر فيقع متحف الفنون الشعبية مقابل مجمع الصناعات التقليدية، حيث يمكن تأمل الحرفيين أثناء عملهم، ويقع متحف الآثار القديمة في المدينة الحديثة، ويقدم للزائر نماذج من القطع التي تعود إلى عصر ما قبل التأريخ، وأخرى إلى العصر الإسلامي الوسيط . يوجد بالرباط أكبر مسرح بالمغرب وهو مسرح محمد الخامس، وكذا عدة قاعات رسمية للمعارض التشكييلية، منها دار الفنون وقاعة باب الرواح. وفي القطاع المستقل، تعد الشقة 22 من أبرز الفضاءات الفنية وتقدم فنانين مغاربة وعالميين.

الاقتصاد

الرباط هي ثاني أكبر مدينة بالمغرب بعد الدار البيضاء، وفي السنوات الاخيرة بدأت تصبح مركزا لرجال الأعمال، ولهذا أطلقت المدينة مشاريع طموحة لجدب المستثمرين.

مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق

يعد مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق من المشاريع التنموية الكبرى التي ستضفي مساحة من الحداثة والإبداع والتميز على صورة الرباط وسلا وتبرز الخصوصيات التاريخية والتراثية والعمرانية للعاصمة الإدارية للمملكة.
وينتظر بعد الانتهاء من هذا المشروع الطموح، وفق تصميم هندسي راق، أن تصبح الرباط نموذجا عالميا لازدهار سياحي واقتصادي وإضفاء جمالية تضيف لتاريخها وتراثها وثقافتها رصيدا غنيا.
ويسعى مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق، إلى تطوير وتنمية المنطقة، وذلك بإعادة تأهيل المآثر التاريخية الموجودة بمحاذاة الوادي وربط هذه المعالم ببعضها بواسطة شبكة منظمة من الطرق والمسالك الاستكشافية. كما يتوخى هذا المشروع، الذي خصص لإنجاز بنياته التحتية مبلغ عشرة ملايير درهم يمولها صندوق الحسن الثاني للتنمية الاجتماعية الاقتصادية والمديرية العامة للجماعات المحلية، الجمع بين مهارة التصميم الحضري والمعماري وخاصية الأسس التاريخية التي ينبني عليها الموقع من أجل تهيئة عصرية تتلاءم مع الخصائص الذاتية للموقع وبلورة تصميم لمدينة منفتحة يتم التركيز في بناياتها على الواجهات والسطوح المفتوحة على السماء.
وأوضح المدير العام لوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق السيد الصاقل المغاري، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشروع التهيئة ستكون له انعكاسات إيجابية على التنمية المحلية للرباط وسلا، وتحقيق نهضة حضرية ونمو اقتصادي من خلال تشييد واستغلال التجهيزات والبنيات التحتية للمنطقة عبر خلق مناصب شغل، وتحفيز الصناعات المرتبطة بالبناء والتجهيز والقطاعات المالية.
نفق الأوداية
هو مشروع يدخل ي إطار مخطط تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، سيمكن من تجاوز مشكل تدفقات حركة السير بطريق المرسى، الذي يعرف حاليا حركة سير مكثفة تصل في معدلها الأعلى إلى 30 ألف سيارة في اليوم، منها 3500 من الوزن الثقيل. وسيمتد هذا المشروع، الذي يربط بين "باب البحر" ونادي الرياضات على طول 1022 متر. ويهدف هذا المشروع، بالخصوص، إلى إعادة التواصل التاريخي بين المدينة القديمة والأوداية، كما سيساعد على الحفاظ على الموقع التاريخي وسيعطيه قيمة سياحية أكبر، فضلا عن جعل حركة السير أكثر سيولة. وتقدر تكلفة بناء وتجهيز النفق بحوالي 491 مليون درهم، ومن المنتظر أن تنطلق حركة المرور به خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2010.

ترامواي الرباط


طرامواي الرباط وسلا
يعتبر مشروع التراموي الرابط بين المدينتين الرباط وسلا من الحلول الملائمة للمشكل الخاص بالنقل الحضري بهاتين المدينتين حيث يستجيب للطلب المتزايد على النقل ويوفر بديلا حقيقيا لاستعمال السيارات أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، على تدشين خطي ترامواي الرباط – سلا، وقنطرة الحسن الثاني وذلك يوم الأربعاء 18 ماي 2011. يعد هذا المشروع من المشاريع التي تحظى بالأولوية في إطار مشروع تهيئة وتنمية ضفتي أبي رقراق، على اعتبار أنه يروم تسهيل حركة المرور والتنقل وتسهيل الربط بين العدوتين عبر اعتماد وسائل للنقل والمواصلات تحترم البيئة وتضمن شروط السلامة والانتظام في العمل. وتم إنجاز مجموع مكونات هذا المشروع، بعين المكان، من طرف مقاولات مغربية بمساعدة مكاتب للدراسات ومختبرات للمراقبة. وتتكون الشبكة الحالية للتراموي من خطين اثنين يصل مجموع طولهما إلى 5ر19 كلم، ويتوفران على 31 محطة. وتغطي الشبكة أهم الأقطاب الحضرية التي تشهد كثافة عالية من حيث عدد السكان وتنقلاتهم (الأحياء الجامعية، المستشفيات، الإدارات، مركزا المدينتين، أهم المحطات الطرقية والسككية).
ويبلغ العدد الإجمالي للعربات التي سيتم توظيفها في شبكة ترامواي الرباط – سلا، والتي تم تصميمها وفق المعايير الدولية، 44 عربة، يصل طول كل منها إلى 32 متر. وتتوفر العربات على أجهزة التكييف وعلى جميع الولوجيات بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وكان قد أعطى انطلاقة أشغال هذا المشروع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في 23 دجنبر 2007 حيث أشرفت على إنجازه وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق بشراكة مع الجماعات المحلية للرباط وسلا.
وابتداء من شهر يناير 2009، أصبحت شركة تراموي الرباط سلا التي تضم بين مساهميها جماعتي الرباط وسلا تشرف على سير الأشغال.
التراموي الذي شرع في استغلاله خلال هذه السنة، من المرتقب أن يقل حوالي 180 ألف راكب بين الرباط وسلا كل يوم عبر خطين أساسيين:

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 من التعليقات:

إرسال تعليق